منذ وقتٍ مبكر من عمر هذه الصناعة وشركات الألعاب تبدي اهتماماً كبيراً بتصاميم ملصقات أغطية الألعاب وذلك سعياً في تعريف اللاعب على أكبر قدر ممكن من فكرة المنتج بسبب قلة وسائل الإعلام بذلك الوقت التي من الممكن أن تقوم بالمهمة كما يجري بأيامنا الحالية. شركة كونامي اليابانية هي أحد تلك الشركات التي تعلقت ذكريات الكثير من اللاعبين بمنتجاتها الكلاسيكية، فمن قام برسم ملصقات تلك الألعاب؟ نتعرف اليوم على الرجل الذي استعانت به شركة كونامي برسم جزء كبير من تاريخها وهو السيد توم دوبيوس. ملاحظة: كافة معلومات هذا المقال تعود لقناة My life in Gaming على اليوتيوب والتي أجرت مع الرسام مقابلة كاملة عن حياته المهنية بمناسبة عودته السالمة من المرض وممارسة مهنته، ولنبدأ إذاً من نقطة البداية. تخرج توم من كلية الفنون بولاية شيكاقو بالعام 1979 ومنذ تلك الأيام وتوم يقتنص أي فرصة عمل يجدها أمامه وقد شارك بتقديم رسومات لملصقات دعائية لجهات مختلفة مثل الفرق الموسيقية ومطاعم ماكدونالد وبعض أفلام الرسوم المتحركة بثمانيات القرن الماضي حتى تلقى توم بأحد الأيام اتصالاً هاتفياً يدعوه للعمل مع شركة تدعى “كونامي” في العام 1988. حينها لم يكن توم يملك أي خلفية عن ألعاب الفيديو ولا عن شركة كونامي التي بدأت أعمالها في أمريكا وقد وافقت على توظيفه مباشرة بعد رؤية عينة من رسوماته كرسام لملصقات أغلفة ألعاب الشركة والتي بلغ عددها أكثر من أربعين عنواناً مع كونامي وحدها فقط، قبل أن تتعرض الشركة لبعض المشاكل التي أجبرتها لإيقاف نشاطها في البلاد بالعام 1994 والإستغناء عن توم. بالأسفل نشاهد عينة من أعمال الفنان لشركة كونامي مع بعض الملاحظات المثيرة والتي كشفها الرسام بنفسه. الجزء الثاني من ميتل قير ووجه المرأة مقتبس من زوجة توم لقطات الملصق مستلهمة من مباراة حقيقية غلاف كاسلفينيا الثالث وأجزاء أخرى من ضمنها بلود لاين أحد الأغلفة التي رسمها توم بحرية تامة دون مراجعة كونامي بعد إنتهاء شراكته مع كونامي، انتقل توم إلى سوق مختلف تماماً بدعوة من شركة ديزني حصل خلالها على فرصة عمل رائعة بتصميم ورسم أغلفة أفلام الشركة منذ العام 1996 وحتى 2007 وقد أبدع كثيراً بتقديم أعمال متنوعة لأفلام الشركة مثل أليس في بلاد العجائب وفلة بياض الثلج وبيتر بان وغيرها من الأفلام التي تشاهدونها بالأسفل وربما امتلكتموها أيضاً. أليس في بلاد العجائب بينوكيو الفتى الخشبي فلة “بياض الثلج” بيتر بان في العام 2007 بدأ توم رحلة مؤسفة مع المرض المزمن والذي تعافى منه بعد أكثر من عشر جلسات بالعلاج الكيميائي والآن عاد توم لمهنته بعد أن أتقن الرسم الإلكتروني لكنه لا يزال يحتفظ بمكانة خاصة بقلبه للرسم والتلوين الزيتي الذي عمل بإستخدامه لسنوات طويلة من عمره. هذه كانت حكاية الرجل الذي رسم روائع شركة كونامي وساهم بصنع تلك الذكريات الجميلة التي لازلنا نحتفظ بها عن منتجاتها حتى يومنا هذا، نتمنى أعزائي بأن التقرير الخفيف حمل معه بعض المعلومات الجديدة لكم وكان مسلياً وحتى نلتقي بمواضيع مماثلة نستودعكم الله ودمتم على خير.