مراجعة
8.5
Bleeding Edge

في الوقت الحالي، يقوم فريق التطوير البريطاني نينجا ثيوري بمعظم موظفيه بالعمل بشكل مكثف على لعبة Hellblade II: Senua’s Saga لتقديم تجربة طور فردي قصصية تنافس على أفضلية ألعاب العام لكن ماذا عن بقية أعضاء الفريق؟ البعض منهم يعمل على تجارب جديدة كلياً موجهة لأجهزة الجيل الحالي والقادم وبأفكار تحاكي أمراض الذهان العقلي، وعدد صغير يعمل على لعبة أونلاين تنافسية بعنوان Bleeding Edge. لحظة! ماذا؟ مع كل هذه المشاريع الطموحة والمتعددة توجد للفريق رغبة بتقديم لعبة تنافسية؟ نعم، ما تسمعونه صحيح أحبتي كوننا نتحدث عن أحد أميز مطوري الألعاب في العقدين الماضيين.

قبل البدء، نود التذكير بأن لعبة Bleeding Edge هي نتاج عمل 25 مطور فقط وبميزانية تطوير بسيطة عمل عليها أعضاء الفريق منذ العام 2015 والفريق لم يتمكن من استكمال المشروع إلا بعد استحواذ شركة مايكروسوفت في العام 2018 واستئناف عملية التطوير بعدها واليوم نقدم لكم المراجعة الشافية بإذن الله.

فكرة عامة

بليدنج ايدج هي لعبة قتال حلبات تنافسية 4 ضد 4 تأتينا بنكهة أسلوب الهاك آند سلاش الخاصة بفريق نينجا ثيوري والمفضلة لدى المعجبين ليستهدف بها شريحة مختلفة بالكامل عن محبي ألعاب الشبكة الشهيرة مثل Overwatch والكثير يعتبرون اللعبة بمثابة إعادة إحياء للعبة الفريق الأولى Kung Fu Chaos الصادرة على منصة الإكس بوكس الأصلي بداية الألفية الجديدة وهو الإجماع الذي لم ينفه فريق التطوير.

مخرجة اللعبة هي راني تاكر مصممة القتال في ألعاب الفريق الماضية من مثل Heavenly Sowrd وDMC Devil May Cry وهذا قد يعطيكم لمحة عن ما ينتظركم في بليدنج ايدج لكن لا يعني هذا بأنها لن تحتوي على الأسلحة بعيدة المدى، بل هي موجودة ولكن بطريقة عادلة كما أنها لا تطغى على هوية اللعبة المتمثلة في النزالات القريبة. وبما أن القصة ليست أكبر جانب في التجربة سنقوم بتخطي هذه الجزئية وسنتحدث عن أسلوب اللعب.

القتال

بدايةً، ستأخذكم اللعبة بجولة تعريفية لنظام القتال عبر ثلاث مهمات تم تقديمها بعناية لتشرح للاعبين أنظمتها بشكل سهل وبسيط كما يتوفر طور “دوجو” لمن يرغب بإمضاء بعض الوقت للتدرب متى ما رغب في ذلك. القاعدة بسيطة هنا، زر X للقتال أزرار B Y RB للمهارات الخاصة والتي يتم شحنها مجدداً عبر مدة زمنية معينة وزر LB للضربة القاضية التي يتم شحنها بشكل بطئ مع مرور النزال. لا شيء معقدٌ هنا والآن لننتقل للجانب الخفي من أسلوب القتال.

طالما نتحدث عن فريق نينجا ثيوري، فهنالك عدد من ميكانيكيات ألعاب القتال مضمنة هنا مثل المناورة بزر RT مع التوجيه لأي إتجاه أو الضغط عليه من وضعية الثبات للقيام بمهارة الصد أو كما تُعرف في صنف ألعاب القتال بـ Parry والتي تطلب التوقيت المناسب لإستخدامها، بعض الشخصيات لديها Charge Attack وأخيراً لدينا ميكانيكية النهوض السريع، ففي حال وقعتم أرضاً، يجوز للخصم إلحاق الضرر بكم ومن جانبكم يمكنكم مكافحة ذلك بتكتيك النهوض السريع وحقيقة هي إضافات مرحبٌ بها ولم أتوقع بأن أصادف لعبة شبكة تقدم هذه الخيارات التي هي بالعادة متوفرة بألعاب المحترفين.

تكتيكات القتال

القواعد هنا شبيهة بألعاب أوفر واتش وديستني بحيث يعتمد النزال على تشكيلة الفريق والتنسيق بين أصناف المقاتلين (الـ Damage / الـ Heal / الـ Tank) ليلبي الفريق كافة الإحتياجات للنصر بالمبارة والقتال بشكل منفرد لا يحقق أي نتيجة في حال كان الخصم ينافس كفريق. أطوار اللعبة هي ذاتها الموجودة في ألعاب الشبكة، الأول هو احتلال القطاعات أما الثاني هو التجميع والتوصيل وكما نشاهد القواعد مألوفة جداً هنا.

السحر الذي تقدمه اللعبة هو الإلتحامات القريبة التي لا نجدها سوى لدى فريق نينجا ثيوري، المواجهات واحد ضد واحد أو ضد مجموعة ليست من النوع الإحترافي لكنها تسمح ببعض الحيل المسلية مثل التسلل بشخصية ديمون إلى منتصف تجمع فريق الخصم ومفاجأتهم بالضربة القاضية وبعد ذلك مشاركة بقية أعضاء الفريق بعملية الهجوم، وفي كثير من الأحيان، يذكرني القتال الجماعي بألعاب القتالات من 4 لاعبين مثل Gikedo Urban Fighters أو Power Stone وغيرها من الألعاب الكلاسيكية.

الرسوميات، التحريك، الألحان

[معلومة] لعبة بليدنج ايدج هي أحد المشاريع المتعددة التي يعمل عليها فريق نينجا ثيوري تحت فلسفة Dreadnought والتي تنص على تقديم مُنتج عالي الجودة بأقل التكاليف الممكنة سواء بالمطورين أو الموارد وهي فلسفة قائمة على خبرة الفريق الطويلة بمجال الألعاب ولنا تطبيق عملي في لعبة Hellblade التي تم تطويرها بعدد عشرين مطور وبميزانية أندي ولكن النتيجة كانت تضاهي الألعاب الضخمة بل فاقتها في بعض الجوانب. والآن لنعود لموضوعنا.

الرسوميات في اللعبة سواء كانت على مستوى المراحل أو دقة تفاصيل الشخصيات ومن الوهلة الأولى أعطتني شعور لعبة ضخمة AAA وليست لعبة بـ 30 دولار ودون أي مبالغات، لن يستطيع أي لاعب التفريق بين مظهر بليدنج ايدج والألعاب الضخمة سوى من يتابع أخبار اللعبة بشكل معمق. الألوان والمؤثرات الضوئية مجنونة هي الأخرى وموزعة لتعطي كل جانب من جوانب المراحل حقه واللعبة تبدو ساحرةً جداً على الشاشة الكبيرة.

رغم كونها لعبة أونلاين تنافسية بحتة، إلا أن تحريك الشخصيات (الأنيميشن) يجعلك تعيد النظر مئة مرة إلى تصنيف اللعبة للتأكد من صنفها! التحريك هنا مذهلٌ جداً بمعظم الشخصيات لدرجة عرض بعض التفاصيل الدقيقة مثل تمايلات دروع الشخصيات أو قطرات الطلاء المتطايرة من سيف ديمون، وليست مبالغة لو فضلنا تحريك الشخصيات هنا على ألعاب معنية بالإسم مثل سلسلة Devil May Cry من شركة كابكوم والتي كانت من أوائل الألعاب التي أذهلتنا بتحريك شخصيات الألعاب منذ ظهورها بالساحة.

جرت العادة بأن تكون الألحان آخر اهتمامات المطورين بألعاب الشبكة إلا أن نينجا ثيوري كسر هذه العادة بطريقته المميزة التي اختارها لتقديم الألحان في بليدنج ايدج، واحدة منها بإختيار أسلوب “الدي جاي” والتي يمكن أقلمتها مع مجريات النزال المختلفة لتعطي شعوراً بالحماس خاصة عند احتدام النزال ولا يسعني القول سوى بأن الألحان ميزة في اللعبة أتمنى بأن تتقنها بقية ألعاب الشبكة الجماعية كما فعلت بليدنج ايدج.

تصاميم الشخصيات هو الشيء الوحيد الذي قد يُنفر اللاعبين عن روعة بليدنج ايدج، وعند سؤال الفريق عن سبب اختيار هذه التصاميم الغير مألوفة، كانت الإجابة بأن الإقبال على هكذا نوع من التصاميم سيكون أكبر بالمستقبل.


المحتوى

عندما نتحدث عن ألعاب الشبكة التنافسية فإننا كلاعبين ومطورين ننظر إلى أساس اللعبة قبل كل شيء، بليدنج ايدج قد لا تقدم محتوى “الإطلاق” الضخم لكنها تمتلك الأساس الصلب وهو ما نجح فيه فريق التطوير، وبحسب الفريق فإن كافة إضافات اللعبة ستكون مبنية على طلبات اللاعبين وهي قاعدة ذهبية أخرى بهذا الصنف من الألعاب وعلينا بأن نتفهمها جميعاً. وبالمقارنة لسعر اللعبة وميزانيتها وحجم الفريق المقدر بـ 25 شخصاً، يمكن القول بأن محتوى الإطلاق لبليدنج ايدج يعتبر انجازاً لحجمها.

ختاماً …

لا نطيق الإنتظار لمعرفة الطريق الذي سيمضي به فريق نينجا ثيوري مع إضافات اللعبة مستقبلاً، أسلوب القتال مسليٍ حتى دون وجود هدف لتحقيقه تماماً مثل أوقات لعبنا الجميلة على ألعاب القتال الكلاسيكية بحقبة العام 2000 وما قبلها، ووجدت نفسي أعود لإمضاء بعض الوقت في اللعبة بين فترات تختيمي لألعابي الأخرى أو عندما تتوفر لدي بعض الدقائق عند انتظاري لموعد معين مثل الخروج مع أحد أفراد العائلة للسوق كتعبير عن بساطة الوصول إلى تسلية بليدنج ايدج.

تقييمنا
الوسوم
مؤسس موقع بوسفايت جيمنج، لاعب مخضرم، كاتب مميز، مهتم بالجانب المشرق من الصناعة ويفضل إبرازه دائماً للاعبين. مسرورٌ بخدمة القراء وهدفه الإفادة والإستفادة بمجتمعات ألعاب الفيديو.
التعليقات
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com