7.5
Resident Evil 3

مع نجاح ريمايك الجزء الثاني تجاريا و نقديا ، إرتفع الحماس ومعه إرتفع سقف التوقعات من قبل عشاق السلسة إنتظارا منهم على أن تعلن كابكوم عن ريمايك للجزء الثالث و بالفعل حدث هذا و صدرة اللعبة بنفس محرك تطوير الجزء الثاني الرائع “RE.Engine” الذي فتح للشركة باب لإعادة تقديم أجزاء من سلسلتها الكلاسيكة العريقة بأفضل حلة ممكنة مع تغيير في أسلوب اللعب و المظهر الرسومي لتناسب قدرات العتاد الحديث و غيرها من الأمور ، فهل نجحت كابكوم في هذا التحدي ؟ حسنا سنتعرف على الإجابة في هذه المراجعة .

القصة بسيطة و ليست هي نقطة القوة في هذا الجزء لكن المميز فيها هو طريقة الإخراج الرائعة والتي تجعلك ومن البداية تدخل أجواء اللعبة دون التطرق لمقدمات لا فائدة منها حيث تدور أحداثها في جزء من مدينة راكون تجد فيه بطلة اللعبة “جيل فالنتاين” نفسها محاصرة من كل النواحي بعد ما قام الوحش الفتاك المعروف بالإسم المستعار NEMESIS  بإقتحام شقتها وتدمير كل شيء ومحاولة قتلها والتخلص من جميع أفراد شرطة S.T.A.R.S و بطلتنا واحدة منهم وبعد نجاح جيل في الهروب من شقتها وجدت نفسها وسط كارثة حقيقية، شوارع تسودها الفوضى و النيران الملتهبة في كل زاوية وأعداد هائلة من الأشخاص المصابين بالفايروس ومن شدة الصدمة تمنت لو أن كل هذا هو مجرد كابوس حتى تلتقي بسرعة زميلها براد وهو أيضا من شرطة S.T.A.R.S حيث يخبرنا بأن الوضع لم يعد تحت السيطرة وعليها النجات بنفسها بكل الطرق الممكنة.

بعد كل ما رأته جيل من فوضى وأثناء محاولتها في إيجاد حل يهجم عليها الوحش NEMESIS مجددا فتصبح في مطاردة من قبله بشكل مستمر طيلة أحداث اللعبة وبعد ما أنهك التعب جيل يكاد هنا أن يقضي عليها الوحش لكن ولحسن حضها تلتقي بطلتنا بـ ” كارلوس أوليفيرا ” أحد أعضاء فريق UBCS للتدخل الخاص والتي تتمحور مهمتهم في حماية وإلجاء الأحياء المتبقيين في مدينة راكون بنقلهم عبر ميترو أنفاق خارج المدينة حيث سيكون لكارلوس دور مهم في القصة وستتمكنون من التحكم به أكثر من مرة ومع التقدم في اللعبة ستتكون علاقة تعاون جيدة بين البطلين.

لنتحدث قليلاً عن أسلوب اللعب حيث إعتمدت الشركة على نفس توجه أسلوب ريميك الجزء الثاني وهو توجه فعال ممتع مع كاميرا حديثة أكثر حرية وتصويب سلس لكن هذه المرة مع إضافة بسيطة لكنها فعالة جدا فأصبح عند جيل حركة تفادي الهجمات في الوقت المناسب وإذا طبقتموها بشكل صحيح ستعطيكم تفوق واضح في المواجهات  بتعطيل الوقت للحظات وبالتالي توجيه ضربة قوية للخصم وخاصة عند الاعداء الأكثر صلابة، أما كارلوس فلديه حركة الدفع بالمرفق، أما الخصائص الأخرى فهي مثل الجزء الثاني فيمكنكم تحسين أداء بعض الاسلحة بتركيب قطع خاصة تجدونها في أماكن مختلفة أغلبها تكون في صناديق مقفلة أو أماكن مخفية قليلا ودمج للبارود لتصنيع أنواع مختلفة من الذخائر وخلط الأعشاب للعلاج وغيرها.

كما هو معروف عن الجزء الأصلي (1999) بقصر مدة اللعب فالريميك أقصر منه خاصة بعد حذف بعض المناطق والمشاهد القديمة فالمراحل هنا قليلة ومحدودة مع عدم وجود تنوع كبير في الأعداء ولا وجود لألغاز معقدة مع بعض الصناديق المقفلة التي يمكن فتحها بعتاد مخصص أو قرائة بعض المستندات لإيجاد شيفرتها  أما البقية فاللعبة جلها أكشن تطغى عليها مطاردات الـ NEMESIS، جزء منها كان عبارة عن مطاردات موجهة فيها كمية كبيرة من الحظ لصالح بطلتنا جيل وكان بالإمكان إما التقليل منها او موازنتها لإعطاء واقعية أكثر مع عنصر الرعب والخوف الذي إفتقده هذا الجزء بشكل واضح وشخصيا لم أشعر أني ألعب لعبة رعب بقاء أبدا ثم تنتهي هذه المطاردات بمواجهة الـ NEMESIS كزعيم لأكثر من مرة مع تطور في بنيته الجسمية بعد كل هزيمة وشخصيا لم أجد أي حماس أو تحدي في التغلب عليه فالمواجهات هنا تكون مباشرة  بالأسلحة والتفادي  وإذا كنت مستعداً بشكل جيد، فلن تستغرق وقتا طويلا في القضاء عليه كل مرة لدرجة أني ختمتها على المستوى العادي في مدة 5 ساعات فقط و هذا مع إستكشاف كامل للخريطة و تطوير كلي للأسلحة و الرجوع أكثر من مرة لبعض  المناطق بعد حصولي على العتاد اللازم لفتح الخزائن و الصناديق المقفلة و تعودي على الجزء الثاني وختمه أكثر من مرة جعلني أختم هذا الجزء و كأنه محتوى إضافي (DLC) و ليس بلعبة جديدة لكن قد تأخذ اللعبة منكم وقت أطول حسب مستوى اللاعب و سرعته في تفادي الزمبيز.

أيضا ستزورون بعض أماكن الجزء الثاني مثل مركز الشرطة لكن بطريقة جدا محدودة وأعتقد أن كابكوم وللأسف ورغم وجود حجر الأساس إلا أنها وحسب رأيي لم تعطي الوقت الكافي لتقديم محتوى أكبر وشخصيا أرى أنه لو تم دمج الجزئين مع بعض في إصدار واحد لكان الوضع سيكون أفضل بكثير ولكن ورغم هذا الإحباط فيوجد جانب إيجابي ولو قليلا فإذا كنتم من محبي التحديات، فاللعبة تقدم لكم بعض منها مثل قتل عدد ما من الزومبيز بمختلف الأسلحة وهكذا حتى تحصلون مقابلها نقاط تستعملونها في متجر اللعبة الذي يفتح لكم بعد ختم اللعبة لأول مرة حيث يوفر لكم أغراض متنوعة ومغرية مثل السلاح ذو الذخيرة غير المنتهية و قطع حديدية لإسترجاع الصحة وتقوية الدفاع والهجوم المفيدة جدا على الصعوبات القصوى ولباس جيل الكلاسيكي وغيرها وإذا كنتم من محبي تجميع الانجازات  أيضا فهي سهلة ويمكن الحصول على كل شيء في مدة  3 أو 4 ختمات بالإضافة إلى طور Resistance المرفق معها الذي سيضمن لكم ساعات طويلة من اللعب الجماعي التعاوني .

محرك RE. Engine و هو النقطة القوية في اللعبة حيث قدمت لنا كابكوم مستوى رسومي مذهل خاصة المقاطع السينيمائية وحركة الشخصيات والوجوه، فتصميم شخصية جيل والإستعانة بوجه ممثلة أفلام السلسة الروسية “ميلا جوكوفيتش” أعطى نتيجة رائعة، وكذلك كارلوس، مع تفاصيل رائع للشوراع والغرف حتى أداء اللعبة  تقنيا ممتاز بعد آخر تحديث فهنا أنا أتكلم عن نسخة Xbox One X التي تم مراجعة اللعبة عليها و كانت سئية عند الإطلاق لكن تداركت كابكوم الوضع بسرعة  وأصبحت اللعبة تعمل بـ 60 إطار ثابت في معضم الأوقات.

ختاما ورغم السلبات المتعددة فريميك الجزء الثالث يقدم أسلوب لعب ممتع خاصة مع إضافة زر التفادي لشخصية جيل وزر الضرب بالمرفق لشخصية كارلوس لكنه عانى كثيرا من الخطية والمحدودية المفرطة وعدم تنوع في الزعماء ورغم أن كابكوم أضافت الطور الجماعي التعاوني Resistance إلا أن هذا لن يرضي عشاق السلسة المحبين للقصة والالغاز لذى إن كنتم تنتظرون تجربة مقاربة لمستوى الجزء الثاني! للأسف فهذا ليس ما ستجدونه هنا.

تقييمنا
محرر رسمي في بوسفايت جيمنج، مهتم بأخبار ألعاب الفيديو بشكل خاص والتقنية عموماً وقاعدته دائماً هي "النقل الصحيح للقارئ". لا يخفى على الجميع بأن LPX لاعب مخضرم يعشق ألعاب التخفي، المغامرات، المنصات ويعتبر Splinter Cell أفضل سلاسله.
التعليقات
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com