البعد الرابع في الألعاب والترفيه

إن كنت عزيزي القارئ من محبي الإطلاع على الثقافة العامة فلن تستغرب من عنوان المقال، فالجدل لطالما كان قائماً بين العلماء لتفسير وجود هذا البُعد الذي لا يعرف أحدٌ منا حقيقته، أو كيف يمكن تصوره؟ نحن نتحدث عن البُعد الرابع، فأبعاد الأجسام في هذه الحياة تنقسم إلى ثلاثة أبعاد، الطول، العرض والإرتفاع وبهذه الأبعاد يمكننا مشاهدة الأشكال بأبعادها المختلفة سواء ثنائية الأبعاد التي نشاهدها على الورق أو ثلاثية الأبعاد التي نشاهدها على أرض الواقع. أعزائي، في هذا المقال نود أن نُسقط بعضاً من الضوء على موضوع البُعد الرابع وهل يمكن أن يصل إلى ألعاب الفيديو بيومٍ ما؟ لنبدأ على بركة الله.

ملاحظة: لا نود أن نتخذ المنحنى العلمي هنا، فنحن في موقع ألعاب والمتعة جزءٌ من مقالاتنا لذا سنحاول تبسيط الفكرة بقدر الإمكان.

لنحصل على بُعد رابع للجسم علينا إضافة بُعد جديد لتصبح أبعاده، أربعة، لكن أين سيكون اتجاه ذلك البُعد؟ العلماء توصلوا إلى إضافة عامود على كل من إتجاهات الجسم ليصبح الشكل كما نشاهده بالأعلى في حال كان الجسم عبارة عن هيكل مربع الشكل، فيبدو الشكل متداخلاً مع مربع آخر أكبر منه حجماً وهذا ما يُطلق عليه شكلاً رُباعي الأبعاد وهذا المسمى حقيقي ويستخدم بأيامنا الحالية للأغراض التعليمية. حتى الآن نحن نتحدث عن كيفية تصور الأجسام رباعية الأبعاد وهو ما نحتاجه بوقتٍ لاحق من مقالنا، والآن لننتقل إلى مصطح البُعد الرابع من جانب المنظور “إن كان بمقدورنا ذلك؟”.

تعودنا أن نشاهد الألعاب بمنظور الشخص الأول أو منظور الشخص الثالث والذي تلاحق فيه الكاميرا شخصية اللاعب من جميع الإتجاهات لكن ماذا عن منظور الشخص الرابع؟ سنمنحكم عشرون دقيقة لتتخيلوا هذا المنظور … ها قد عدنا، دعونا نخمن، لم ينجح أحد في تصور منظور الشخص الرابع، صحيح؟ في الحقيقة لا يوجد منظور بهذا المسمى والدراسات العلمية لم تتطرق لإثبات هكذا حقيقة. إذاً ما نحتاجه لمتابعة مقالنا هو مصطلح “البُعد الرابع” للأشكال المذكور بالفقرة أعلاه والمعذرة على المدخل العلمي المبسط الذي قمنا به لكنه كان ضرورياً لمتابعة مقالنا، فهل من الممكن مشاهدة الـ 4D في ألعاب الفيديو؟

بالعام 2015 اجتهد مجموعة من المطورين لشرح فكرة البعد الرابع في الألعاب من خلال ابتكارهم للعبة تعليمية بعنوان Miegakure حيث تم تصميم عوالمها بالبعد الثالث ودمج أشكال من البعد الرابع المتجسدة في الصخور والأشجار والأعشاب وغيرها، ويستطيع اللاعب العبور من خلال التضاريس المختلفة عبر التنقل بين الأبعاد، كما أن الفريق قام بعرض الطريقة التي ابتكرها لتصوير طريقة انتقال الأشكال من البعد الرابع إلى الثالث والعكس لتبسيط ما يحدث أمامنا في استعراض اللعب في الفيديو المرفق بالأعلى.

البُعد الرابع لا علاقة له بعامل “الزمن” الذي يتجه إليه الكثير ممن شاهدوا هذا العرض بل بالآلية التي تنتقل بها الأشكال ما بين البعدين الثالث والرابع وهنا نصل للجزء المعقد من الفكرة. فعلمياً، نحن لا نستطيع رؤية ما يجري في البُعد الآخر كون الأشكال هناك تحتوي على أبعاد تختلف من التي نحظى بها في البُعد الذي نكون فيه وعلينا الإنتقال إلى ذلك البُعد لمشاهدة ما يجري هناك، بالتالي نختفي من بُعدنا الحالي وهذا ما يحاول الفريق توضيحه من خلال لعبة Miegekure . هذا ما يفسر تلاشي أجزاء الأشكال وظهور بعضها التي لم تنتقل للبعد الرابع كما نشاهده بالعرض والمطور يسعى من خلال تجربته بأن يجد فكرة لعب فعلية تستفيد من انتقال الأجساد ما بين الأبعاد الأربعة.

“مستقبـل البعـد الرابـع في الألعـاب والترفيه”

رغم الدراسات المختلفة حول مواضيع البعد الرابع والتي امتدت لعبة لسنوات طويلة إلا أنه لا يزال أحد المواضيع الغامضة بالنسبة للعديد من المستمعين وربما البعض لم يسمع به قبل هذا اليوم. اختراع لعبة Miegekure قد تكون المحاولة الأكثر جرأة لإثبات وجود البُعد الرابع في ألعاب الفيديو وأن تكون بوابة للمطورين وللاعبين لهذه النقلة النوعية “المأمولة” مستقبلاً. رغم جميع ما توصل إليه العِلم، قد تكون أعمال السينما والتلفاز هي صاحبة الفرصة الأكبر لتوضيح فكرته وتلقينها لأكبر شريحة من المجتمع كونها تستغل حواس البصر والسمع لدى المشاهد لإيصال أكثر الأفكار تعقيداً كما حدث مع تقنيات البعد الثالث قبل أكثر من عشرين عاماً. مستقبلاً، قد ينجح صناع المحتوى المرئي من خلق بيئة افتراضية لمعايشة البعد الرابع بإستخدام تقنيات خوذ الواقع الإفتراضي، من ثم تشق طريقها للألعاب بعد أن تتكون الفكرة الشافية لدى صناع الألعاب في طريقة تصميم عوالم الـ 4D والتفاعل معها. مع عصر التقنية وتكنولوجيا المعلومات، لن نستبعد تطبيق البعد الرابع في مجال الترفيه والألعاب والسؤال يبقى دائماً، متى ذلك الحين؟

كنتم مع فقرة “منوعات” التي دائماً نسعى بأن نميِّزكم بها كزوار لموقع بوسفايت، ماذا عنكم، هل أنتم متحمسون لفكرة دخول البعد الرابع لألعاب الفيديو أو الترفيه؟ وحتى نلقاكم في فقرة جديدة تقبلوا تحيات محدثكم ودمتم في حفظ الرحمن.

الوسوم
مؤسس موقع بوسفايت جيمنج، لاعب مخضرم، كاتب مميز، مهتم بالجانب المشرق من الصناعة ويفضل إبرازه دائماً للاعبين. مسرورٌ بخدمة القراء وهدفه الإفادة والإستفادة بمجتمعات ألعاب الفيديو.
التعليقات
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com