بعد تجربة مليئة بالإبداع في لعبة Gorogoa ظننت بأن الأفكار المميزة بلعب ألعاب الألغاز قد انتهت ولكن مع لعبة The Gardens Between التي قدمها الفريق المستقل Voxel Agents كان ظني في غير محله وفاجأتني بطريقتها الخاصة التي قدمتها بمغامرتها البسيطة لطرح لعبة ألغاز مميزة بحق، اللعبة بسيطة وبعمر يتراوح بين الساعتين إلى ثلاث ساعات واليوم نقدم لكم مراجعتنا الكاملة عنها لتتعرفوا على المستوى الذي قدمته هذه اللعبة بالتفصيل، ولنبدأ على بركة الله.

من الوهلة الأولى بعد تشغيل ذا قادنز بتوين والوصول لقائمة البداية، ستضعكم اللعبة بدائرة من التساؤلات مباشرة وذلك من خلال صورة خلفية القائمة والتي يظهر فيها طفلين “ولد وفتاة” يجلسان بصمت في منزلهما الخشبي المعلق فوق شجرة بليلة ماطرة “وتبدو ليلة كئيبة”. بعد الضغط على زر البداية سينتقل الطفلين بدوامة إلى عالم خيالي أشبه بالجُزر، عائمة بالفراغ حيث تبدأ مراحل اللعبة ولكن، هل كانت تلك الخلفية مجرد اختيار عشوائي من المطور؟ هذا ما ستكشفه اللعبة لكم من خلال تختيم مراحلها.

مراحلة اللعبة عبارة عن جزر عائمة كما ذكرنا، بكل مرة يهبط الطفلين على جزيرة الهدف يكون فيها الوصول للقمة وايصال شعلة الفانوس الذي تحمله الفتاة إلى مكانه المخصص بالجزيرة من ثم الإنتقال إلى جزيرة أخرى وهكذا. قد تتكون كل مرحلة من جزيرتين إلى ثلاث وسيتطلب إنهاء لغز كل جزيرة مدة تتراوح ما بين 10 إلى 20 دقيقة وذلك حسب براعتكم بحل الألغاز وربما أقل من ذلك بكثير لمن أحب اللعبة ويرغب بإعادة التختيم السريع لها.

– أسلوب اللعب –

نأتي إلى أسلوب اللعب والبساطة هو عنوانه الرئيسي. المطلوب منك كلاعب وبكل بساطة الضغط على زر التوجيه لليمين لمشاهدة الطفلان وهما يتقدمان لإكتشاف الجزيرة أو الضغط لزر التوجيه لليسار لإعادة المشهد ثانيةً للخلف، بمعنىً آخر أنت تتحكم بالوقت في اللعبة. عند عدم التوجيه لليمين أو لليسار تبقى اللعبة متجمدة وتصور بأنه يمكنك استخدام ذلك بحل بعض الألغاز لاحقاً! أما الزر الوحيد الذي يشارك التوجيه لليمين واليسار هو زر X والغرض منه التفاعل مع بعض الأشياء المُحيطة في البيئة مثل حمل الفانوس أو الضغط على بعض المفاتيح.

جمالية اللعبة وألغازها التي تقدمها تكمن بمراقبة الطفلين أثناء مغامرتهما واكتشاف ما يمكن أن يساعدهما من البيئة المحيطة على تخطي عقبات الطريق وحقيقة يصعب شرحُ ذلك بالمراجعة كونه يقع ضمن خانة “الحرق” لكن سأقوم بمحاولة طرح مثال من تشبيهي أقرب لما يحصل بعالم اللعبة ومحاكاة فكرتها التي تحاول أن تتحدى اللاعب بها وتذكروا ما ستقرأونه بالأسفل مجرد مثال من نسج خيال كاتب المراجعة.

[مثال] أمامي مفترق ثلاث طُرق، طريق يغطيه الضباب وجسر تُأرجه الرياح وباب مغلق بحاجة لفتح قِفلين. بيدي فانوس أستطيع استخدامه لقشع الضباب والمرور بالطريق الأول وبنهايته يوجد المفتاح الأول، الآن بعد الحصول عليه أقوم بإرجاع الزمن للخلف حتى مفترق الطرق. أقوم بعدها بترك الفانوس لكي أتمكن من عبور الجسر بثبات وعند نهايته أحصل على المفتاح الثاني. الآن أقوم بإرجاع الزمن للخلف حتى مفترق الطُرق وأفتح الباب المغلق، وألتقط فانوسي وأتابع رحلتي [نهاية المثال].

بالطبع هذا مجرد مثال على فكرة الألغاز باللعبة والتي ستُبهركم جداً جداً بما تقدم مراحل اللعبة المختلفة أما بما يتعلق بخاصية التجميد إليكم مثال تشبيهي عليه [مثال] لدي عشر دقائق، بطارية هاتفي بحاجة للشحن وعليّ بأن أتحرك بسرعة للعمل وخلال العشر دقائق لن تمتلئ بطارية هاتفي لكن ماذا لو توقفت أنا مع الوقت وهاتفي على الشاحن؟ ستقوم الشحنات الكهربائية بعملها حتى مع توقف الوقت وبالتالي ستشحن بطارية هاتفي وبعد ذلك أقوم بتحريك الوقت للأمام وأذهب للعمل وبطارية هاتفي مشحونة بالكامل [نهاية المثال].

بنهاية لغز كل جزيرة ستعرض لكم اللعبة لقطة من حياة الطفلين مقتبسة من بيئة الجزيرة التي تم الإنتهاء منها وهذه اللقطات هي قصة اللعبة والتي ستقودكم بعد الإنتهاء من جميع مراحلها إلى تفسير كل ما شاهدتموه من بداية اللعبة بما في ذلك خلفية القائمة الرئيسية التي تحدثنا عنها ببداية المراجعة، وبهذا فاجأتني The Gardens Between برواية قصة صامتة تفوق ما قدمته لعبة Gorogoa الرائعة. قد تكون سلبية اللعبة الوحيدة هي بأن جميع المشاهد مصممة للإلتفاف الطفلين على الجزيرة مما يرهق العينين بالمراحل المعقدة.