لا يوجد ما هو أفضل من الإحتفال بالذكرى الـ 30 على تأسيس فريق تطوير ألعاب محبوب سوى بإصدار جزء جديد من سلسلته الأيقونية وهذا ما فعله فريق WayForward مع لعبة Shantae and the Seven Sirens والتي تعتبر الإصدار الخامس لهذه السلسلة ومع العبارات الترويجية التي رافقت إعلان اللعبة بكونها المغامرة الأضخم لشخصية شانتيه، لاشك بأن مؤشر الحماس قد بلغ ذروته خصوصاً لدى معجبي هذا العنوان. نذكر بأن هذا الإصدار قد تم تطويره مع الوضع بالحسبان خدمة Apple Arcade المخصصة للهواتف الذكية وهذا ما أثار بعض الشكوك في مستوى اللعبة والتي أطفأها الفريق سريعاً، فهل فعلاً كان لها أثرٌ سلبي؟ لنتعرف على الإجابة من خلال مراجعتنا. القصة وبداية المغامرة على عكس الإصدارات الماضية التي تبدأ أحداثها بمعارك وفوضى مع القرصانة ريسكي بوتس، الأحداث هنا أكثر هدوءً وتسلط الضوء على رحلة شانتيه وأصدقائها إلى إحدى الجُزر الإستوائية لقضاء عطلتهم الصيفية ويصادفون هناك عدد من النصف جينيات “من جنس شانتيه” التي تم دعوتهم من قبل عمدة الجزيرة للقيام بعرض الإفتتاح لفعاليات الجزيرة ومن هنا تنضم شانتيه للعرض الذي لم يجري كما هو مخططٌ له ونتيجته أدت إلى إخططاف النصف جنيات لتبقى شانتيه ويتوجب على عاتقها إيجاد الفاعل وإنقاذ صديقاتها الجدد في هذه المغامرة. مجملاً القصة مستهلكة وغير حماسية على عكس ما عودتنا عليه اصدارات السلسلة الماضية وحتى أن المراحل الأولى غلب عليها طابع الشعور بالفراغ وغياب الهوية المرحة بشكل واضح والوضع بقي على حاله حتى نهاية المغامرة. بالحديث عن المراحل، فجميعها تقع على أرض الجزيرة دون تنويع في طابعها الذي يبدو كبيئة مختبرات والتشابه فيما بينها يصل لدرجة عدم التفريق بين مرحلة وأخرى أو حتى غرفة عن أخرى وهي سقطة مريعة تحدث للسلسلة عن آخر اصداراتها. إضافات اللعب وتركيبة المغامرة لن نتطرق للحديث عن أساسيات اللعبة التي تعاد مع كل مرة بل سنركز على الجديد. الإضافة الرئيسة هنا هي بالقدرات التي تكتسبها شانتيه عند إنقاذ أحد صديقاتها حيث تحصل على مهارتين، الأولى متعلقة بالقتال أو تخطي المراحل مثل التسلق والغوص والحفر والصنف الآخر هي بديل التحولات وعددها أربع مهارات كالتالي: مهارة إكتشاف الأماكن السرية، مهارة العلاج والتي تستطيع بها معالجة صحتك وتلوث مياه الجزيرة وحتى علاج بعض الخصوم، المهارة الثالثة والرابعة هما العاصفة الكهربائية والهزة الأرضية واللتان تلحقان الضرر بالخصوم وفي بعض الحالات تفعيل بعض الأسرار بخلفات اللعبة. بقي أن نذكر بأن الخصوم يسقطون بطاقات يمكن استخدامها لتحسين قدرات شانتبه وهكذا نغلق الحديث عن فقرة الجديد باللعبة. تركيبة المهام في اللعبة مكررة، يتم إعلامكم بوجهتكم وعند الوصول إليها يتم إيقافكم وتوجهكم لطلب آخر وبعد القيام به يتم السماح لكم بدخول وجهتكم الأولى وهي عبارة عن خندق تواجهون بنهايته زعيمه الخاص وتحررون إحدى صديقاتكم والدائرة تدور حتى نهاية اللعبة دون تنويع. الفريق حاول إضافة بعض الألعاب/ المهام المصغرة بين مهمة وأخرى والمتمثلة في عملية الحفر أو السباحة رغبةً منه في كسر روتين مهام اللعبة لكن دون فائدة تُذكر وحتى أنه كان بمعظم الأحيان يمنح الشعور بالتعطيل عن المهام. تطبيق سيء لعناصر الميترويدفينيا والختام … لم نتعود أبداً هذا المستوى المتراجع من مغامرات ألعاب شانتيه وهذا الإصدار يعتير سقطة مريعة للسلسلة من كافة النواحي، قد يكون انشغال الفريق بمشاريع متعددة خلال العامين الماضيين قد شتت تركيزه عن الإصدار المنتظر من سلسلته المحبوبة خاصة وإن وضعنا بعين الإعتبار التطبيق الكارثي لعناصر الميترويدفينيا حيث لا توجد أي دلائل على الخارطة أو مسميات ترشدكم إلى الغرف المغلقة بالموانع التي تحتاج لمهارات خاصة لإجتيازها، ومع كل مهارة جديدة سيتوجب عليكم التجول بخارطة اللعبة بأكملها لمعرفة أماكن استعمالها والتقدم في اللعبة وليست ألعاب الميترويدفينيا تصنع بهكذا لا مبالاة. رغم الساعات الطويلة التي منحتُها للعبة والتي تقدر بأكثر من 10 ساعات لإيجاد الأعذار المقنعة للمستوى المتراجع لواحدة من أفضل سلاسل ألعابي لكني لم أجد. من الواضح بأن خدمة Apple Arcade المخصصة للهواتف الذكية كانت المنصة الرئيسية لتطوير هذا الإصدار وذلك كان واضحاً من طريقة تصميم نزالات الزعماء البسيطة. لعبة Shantae and the Seven Sirens لو ظهرت كإصدار جانبي مخصص للهواتف الذكية لكان استقبالها مختلفاً ومتفهماً لمستواها كونها مخصصة للشاشات الصغيرة، أما أن تحمل طموحات السلسلة إلى آفاق جديدة كما روج لها فريق التطوير؟ بالتأكيد هي ليست المحاولة الموفقة.