مراجعة
9
Crackdown 3

واحدة من أثمن الإيجابيات بسوق ألعاب الفيديو هي بمنح سلاسل الألعاب فرص جديدة لإنعاشها بالسوق وعودتها لمعجبيها والتي قلما نجد هذه الحسنة لدى شركات النشر بهذه الأيام، لحسن الحظ هنالك من يواضب على هذا الجانب مثل مايكروسوفت وفريق الإكس بوكس الذين تعودنا منهم العناية بملف ألعابهم وأحدث هذه المبادرات هي عودة لعبة الأكشن والعالم المفتوح كراكداون بجزئها الثالث والذي وضعنا أيدينا عليه أخيراً بعد إصرارٍ كبير من المطورين لإستكمال المشروع وجعله حقيقة بعد تعرضه لعدد من العقبات والتي كادت أن تودي بحياته. نعم Crackdown 3 حقيقة واليوم نقدم لكم مراجعتها الشاملة وكل ما تحتاجونه عنها وبسم الله توكلنا على الله.

تمهيد: يعتبر هذا الإصدار إستجابة المطورين لرغبات معجبي السلسلة بتصحيح توجهات الجزء الثاني التي أثرت سلباً على سير العنوان والعودة إلى جذور اللعبة الأصلية التي أحبها اللاعبون بالجزء الأول، لهذا يُعتبر الجزء الثالث متمم مباشر للجزء الأول ولكن بقصة وأحداث وخط زمني مختلف عن الإصدار السابق حيث نلاحظ بأن الأحداث هنا باتت تأخذنا بأجواء مستقبلية أكثر وبعوالم مدموجة بخيال السايبر بانك والتكنولوجيا المتطورة. وبشكل عام، هدف المطورين الأكبر بهذا الإصدار هو صُنع التتمة التي يستحقها المعجبون ولا غير المعجبين، لكن لا مانع بأن تنضموا إليهم.

القصة

تدور أحداثها بمستقبل قريب من نهاية أحداث الجزء الأول حيث تتعرض عدة بلدان حول العالم إلى هجوم من قبل عدوٍ غامض ومن هنا تكلف منظمة الدفاع عن الأرض عملائها بقيادة العميل جاكسون لتحري الموضوع وإيقاف المجرمين عند حدهم، وبعد مدة من البحث يصل العملاء أخيراً إلى جزيرة New Providence المصدر الرئيسي خلف تلك الجرائم، حيث يتعرضون للهجوم من قبل شركة تيرانوفا وبعدها يتم إنقاذهم من قبل شابة غامضة تدعى Echo وتعاونهم بمهمتهم للقضاء على منظمة الأشرار التي تقف خلف كل الفساد الذي انتشر حول العالم.

سلسلة كراكداون لا تركز على القصة بمجملها وتكتفي فقط بتبرير ما يقوم به اللاعب بمهمته لمكافحة الجرائم، لذا لا تتوقعوا أداء قصصي يوازي الألعاب السينمائية بهذه الأيام لكن التقديم هنا أفضل بكثير من الأجزاء الماضية بإفتتاحية اللعبة والتعريف بالزعماء بل لا يوجد مجال للمقارنة بين هذا الإصدار والإصدارات القديمة. وأثناء اللعب، ستقوم الشابة ايكو بتوجيهكم بصوتها وشرح عالم اللعبة لكم دون الحاجة لعروض سينمائية إضافة إلى رئيس منظمة العملاء الخارقين السيد تشارلي قودوين والذي سيكون فكاهياً للغاية بتعليقاته والتي تخرج عن النص ببعض الأحيان.

نظام اللعب

“فكرة عامة”

لمن يسأل، كراكداون لعبة أكشن عالم مفتوح من ابتكار المخرج ديفد جونز مبتكر سلسلة GTA مع شركة روكستار سابقاً لذا توجد بعض أوجه الشبه بين العنوانين ولكن في كراكداون توجد فيها شمولية على مستوى الأفكار لا تقدمها ألعاب العالم المفتوح الأخرى، حيث يكون أحد أهدافكم الرئيسية باللعبة البحث عن وإيجاد مجرمي العصابات الخطيرة المختبئين بعالم اللعبة والقضاء عليهم حسب طريقة ذلك الزعيم واستراتيجياته بالقتال. هذا إلى جانب فكرة تطوير الشخصيات عن طريق تجميع الكرات البلورية Orbs أحد الأفكار الأيقونية بهذه السلسلة وغيرها من الأفكار تجعل من كراكداون في كفة مختلفة تماماً عن بقية الألعاب.

من خصائص السلسلة الجوهرية هي إتاحة حرية القرار للاعب بطريقة تختيمها منذ البداية وحتى النهاية، فهي تُرشدك منذ البداية إلى هدفك النهائي ولك حرية اللعب حتى تصل لهدفك وتقضي عليه وهذا لا يتم بالسهولة التي من الممكن أن نتصورها، لأنها أقوى ما يميز ألعاب العالم المفتوح والتي تنجح بتقديمها سلسلة Zelda من ننتتدو بالعادة وإجادتها تعتبر علامة النجاح للمطور بمشروعه لكونه استطاع أن يقدم تجربة متوازنة وهادفة، يحق للاعب خوضها كيفما يشاء دون التقيد بطريقة تختيم واحدة أو محدودة والتي تشتهر بها الألعاب الخطية

نظام اللعب/ 2

“التحكم وميكانيكيات اللعب”

من الوهلة الأولى ستلاحظون بأن حركة الشخصية أصبحت سلسة، التصويب سلس، تبديل الأسلحة سلس وأسرع، كل شيء مصقولٌ لبدء مغامرتكم هنا ومن الجميل فعلاً حصولنا على كافة هذه التحسينات التي تعطي انطباعاً مبدئياً بأن المطور يعرف ومطلع على أبسط الأساسيات التي قد يطالب بها المعجبين بهذا الإصدار وبأن لديه ما يضيفه لعالم اللعبة. هذا يقودنا للتساؤل عن ميكانيكية التصويب التي تشتهر بها اللعبة حيث تستطيع اختيار الجزء الذي ترغب بإطلاق النار عليه من وضعية الغلق على الهدف والإجابة: نعم. الميكانيكية الرائعة موجودة ومصقولة هي الأخرى.

أضاف المطور لميكانيكيات التسلق القدرة على الركض أو الإنزلاق من وعلى الجدران لكي يعطي التسلق عمقاً أكثر من ذي قبل كما أن تصاميم بيئة اللعب والمباني مصممة بعناية لتخدم هذه الميكانيكيات على خلاف الجزء الأول الذي كان يحتوي على تصاميم تعيق التسلق كما أن المباني أعلى بالإرتفاع بنسبة الضعف عن مباني الجزء الأول وهذا سببٌ آخر للمطور للتأكد من عملية التصاميم وألا تجعل من عملية التسلق أشبه بالتعذيب للاعب. أي أن المكان الذي تناظر إليه، يمكنك التسلق إليه بطريقة ممتعة وعلى ذكر الإرتفاعات فالمطور أضاف بعض الأدوات التي تعمل كالوسادة يستطيع اللاعب رميها والقفز عليه للوصول لإرتقاءات بشكل أفضل وتذكروا سنعود للحديث عن التسلق، لأننا في Crackdown 3 والجنون لا يتوقف عند هذا القدر!

نظام اللعب/ 3

“تطوير قدرات العملاء”

في كراكداون لديكم خمس مقاييس مختلفة خاصة لقدرات شخصيتكم (السرعة، الرماية، القوة، التفجير، القيادة) والتي يتم تطويرها عن طريق القضاء على الأعداء بكل قدرة على حداً. هذا النظام لا يزال على ما هو عليه ولكن كلما إرتقيتم بأحد هذه القدرات مستوىً إضافي وااتي يبلغ عددها أربع مستويات لكل قدرة يتم منحكم خاصية وميزة جديدة بكل مرة تغير من قواعد اللعب والجميل في Crackdown 3 بأن البزة الخاصة بشخصيتكم تتطور مع كل مستوىً جديد تنتقلون إليه وتصبح أكثر فخامة عن تلك التي تشاهدونها ببداية اللعبة.

تطوير السرعة والتي تتم عن طريق جمع الـOrbs على عكس بقية القدرات، تزيد سرعة ركضكم ومسافة قفزاتكم وتمنحكم القدرة على الإندفاع بالهواء وهي إضافة جديدة باللعبة، وبقية المهارات تفتح لكم مزايا إضافية كلما قمتم بتطويرها والمثير هنا بأن هنالك مستوىً خامس لكل مهارة عموضاً عن أربع وإذا استطعتم الوصول لهذه المستويات ستكون هنالك مفاجأة بإنتظاركم عن طريق مستوى سري يدعى Max Level. بهذا المستوى ستتعرفون على معنى القوة الخارقة الحقيقي بمهارات لا يمكنكم تصورها أشبه بما يحدث بالألعاب المهكرة، لماذا؟ لأنها Crackdown 3.

نظام اللعب/ 4

“المهام والعالم المفتوح”

عالم هذا الإصدار هو الأضخم بتاريخ السلسلة لكن بعكس الإصدارات الماضية هو الأقل بعدد الزعماء حيث يبلغ عددهم 9 زعماء وكل واحدٍ فيهم يسيطر على قطاع من جزيرة نيو بروفيديانس ولكي تعثروا عليه عليكم القيام ببعض المهام الخاصة به في قطاعه حتى يمتلئ مؤشر ظهوره وبعد ذلك يمكنكم التوجه إليه والإطاحة به وبعد ذلك سيختفي برحيله بعض الدفاعات التي كان يوفرها بالجزيرة وهو الشيء الذي سيجعل من تجوالكم لاحقاً أمراً سهلاً.

من هذا المنطلق، ستجدون مهام متنوعة على عدد هؤلاء الزعماء وبمهام مختلفة ما بين تفجير المنشآت أو إنقاذ الأسرى أو تعطيل بعض أنظمة الأمن بالجزيرة وحقيقة، نثني على الجهد الذي بذله فريق التطوير لجعل المهام التي تندرج تحت نفس الصنف مختلفة بتصاميمها قدر الإمكان حيث لا ينتابكم الشعور بالتكرار وستدركون ذلك عندما تخوضون التجربة وتشاهدون كيف استفاد المطور من بيئة اللعبة والإرتفاعات والإنحدارات فيها بتغيير أماكن هذه المهام ولكي تحاولوا إنهائها بإستراتيجيات مختلفة.

نظام اللعب/ 5

“الـOrbs وتحديات الزمن”

تجميع الكرات البلورية هو من أحد النشاطات الجوهرية بسلسلة كراكداون وبهذا الإصدار الفريق قام بعملٍ رائع بتوزيع هذه البلورات بعالم اللعبة والتي يبلغ عددها 1000 بلورة هذه المرة وهو ضعف العدد السابق. ومع سلاسة التحكم والمعالم المتنوعة وحُسن توزيع البلورات بالإضافة إلى نغمتها الأيقونية تجعل من عملية البحث عنها وتجميعها عملية إدمانية توازي لعبة منفردة والمطورين قاموا بتخصيص عدد معين من البلورات لكل قطاع من عالم اللعبة لكي يسهل عليكم تتبعها.

تحديات الزمن بالقفز على المباني أو سباقات الزمن بالمركبات كانت أحد النشاطات التي بحاجة لصقل بالجزء الأول، وهنا يمكن القول وبكل بساطة بأن المطورين قاموا بهذا الواجب على أكمل وجه، وتم إضافة لحن خاص لهذه التحديات وميداليات حسب نتيجة السباق كما أن المطورين أضافوا اختصارات لمن يرغب بالإعادة أو الخروج من التحدي بأي وقت وكل هذه الجهود أضافة قيمة لوجود هذه النشاطات الجانبية ويُشكر الفريق على هذا العمل.

نظام اللعب/ 6

“القيادة”

عند تجربتي لقيادة السيارات بالجزء الأول كانت مجرد ميزة شكلية والغرض منها قطع المسافات الطويلة مع الكثير من الصعوبة بقيادتها أما هنا فالتحسن واضح جداً منذ البداية وبمختلف أنواع السيارات المتوفرة والتي يبلغ عددها العشرين سيارة تقريباً. في هذا الإصدار تم إضافة مرآب للسيارات بكل قطاعات عالم اللعبة لصعود السيارة التي ترغبون بها دون الحاجة للبحث عنها في المدينة، وطبعاً لا يتم إضافة السيارة لهذه المرائب قبل قيادتها مرة واحدة على الأقل بعالم اللعبة. وهذه الإضافة حلت الكثير من التعقيدات التي من الممكن أن نشاهدها بألعاب العالم المفتوح المشابهة بوسائل التنقل.

مركبات العملاء الخارقين والمتطورة تعود بهذا الإصدار مع مزايا جديدة مثل استدعاء السيارة إلى مكانكم والتي تتحول إلى ثلاث تحولات، الأول هو العادي، الثاني هو السيارة المتسلقة أما الثالث فهو للدبابة وإذا كنتم تذكرون بالفقرة التسلق السابقة بالأعلى، فالتحول الثاني للسيارة يمنحكم القدرة على تسلق الجدران بإستخدام إطارات الغناطيس وبهذا نحصل على أغرب طُرق التسلق مجتمعة في لعبة Crackdown 3 ومن يدري إن كان هنالك المزيد من وسائل التسلق؟ 

نظام اللعب/ 7

“الأسلحة والقتال”

تقدم اللعبة 24 سلاحاً نارياً و11 قنبلة متنوعة بالإستخدام ومؤكد يوجد فيها ما يضمن إرضاء كافة الأذواق وتخدم مختلف الأساليب التي يرغب بإستخدامها اللاعبون. العروض الترويجية أو حتى الإختبارات التجريبية لأطوار الشبكة التي أقيمت قبل إطلاق اللعبة لا تعكس نهائياً ماذا يمكن أن يتوقعه اللاعبون من الطور الفردي لهذا إن كانت هنالك أي نظرة محدودة من هذا الجانب فيجب إزالاتها لأن كراكداون تمتلك واحدة من أفضل قوائم الأسلحة تنوعاً التي شاهدتها شخصياً بالألعاب.

القتال ممتع وسلس وإدماني، لدرجة أن بكثير من الأحيان تكون القتالات مغرية وتصد الرغبة للتقدم للهدف التالي وذلك لإظهار من هو الأقوى أنتم أم المجرمون، خصوصاً وأن هنالك نظام للخطر والمطاردة أشبه بالذي تقدمه سلسلة GTA حيث كلما أثرتم الشغب بقطاعات المدينة يزداد مقياس المطاردة وتزداد معه أعداد العدو ومركباته والذي يثير الرغبة في المواجهة طبعاً إن كان هنالك ما يؤازركم مثل البزة الخارقة والأسلحة المتنوعة. وقبل أن ننسى، اللعبة تسمح لكم بحمل ثلاث أسلحة نارية بنفس الوقت إضافة لنوع القنابل الذي ستختارونه وهو قرارٌ ايجابي وموزون من قبل المطورين.

وملاحظة: اللعبة تحافظ على أداء تقني صلب حتى في أشد القتالات كثرة بأعداد الأعداء دون سقوط بإيطارات اللعبة.

الزعمـــاء

أحد ألح الإجابات التي رغبت بعرفتها بالجزء الثالث من كراكداون هو مستوى نزالات الزعماء وهل تم تطويرها؟ الإجابة كانت “نعم” وبشكل مذهل! والطريقة التي إتبعها المطورون لإثبات ذلك كانت أكثر روعة، حيث بعد إنتهاء الفترة التعليمية باللعبة تقودك إلى حارس المدينة وهو أحد أعضاء منظمة تيرانوفا والذي كرس نفسه للدفاع عنها بكل ما يملك من قوة، النزال معه كان رسالة المطورين لي كلاعب بأن ما تشاهده الآن هو مجرد بداية لما ينتظرني من بقية الزعماء ولغرض التشبيه، نزال الزعيم الأول أشبه بنزالات رجال منظمة مونارك الخارقين بلعبة Quantum Break من فريق ريميدي.

اللعبة قلصت عدد الزعماء إلى 9 زعماء وهو أقل بفارقٍ كبير عن الإصدارات الماضية ولكن يمكن القول بأنه من أكثر الإيجابيات التي قام بها المطورون بهذا الإصدار حيث منحهم هذا العدد القدرة على التركيز على كل زعيم بشكل منفرد وبناء النزالات والإستراتيجيات الخاصة به. الجميل بأن بعض الزعماء يكافؤكم بسلاح خاص به وهذا يعطي قيمة أكبر للقضاء عليهم، كما أن بعد الإنتهاء منهم يتم تحريك قصة اللعبة ببعض المعلومات التوضيحية عن هذا الزعيم وعلاقته بالمنظمة، إضافة لزوال سلطته من المدينة وتعطيل الدفاعات التي كان يديرها مثل الحواجز الكيميائية أو أنظمة الأمن وغيرها.

رسوميات والتوجه الفني

من أروع ما شاهدت بعالم الألعاب! تدور أحداث كراكداون 3 في جزيرة نيو بروفيديانس والتي تضم عدد من البيئات المختلفة مثل الأحياء الفقيرة والمدن السكنية وأماكن الحفريات نهايةً بناطحات السحاب شاهقة الإرتفاعات ممزوجة بخيال عوالم السايبر بانك المستقبلية وهو التوجه المستخدم بهذا الإصدار وحقيقة تألق الفنانون بتقديمه كثيراً فعلاوة على المتعة البصرية التي يقدمها فالتصاميم متفردة ولم أجد لها ما يماثلها بالألعاب التي حاولت تقديم البيئات المستقبلية، ولهذا كنت أتوقف عند بعض الأبنية والأزقة لأتمعن بتصاميمها وهنا أقصد طريقة دمج الأضواء الهولوقرافية بالعمران فهي ليست فرصة تتكرر بكل مرة.

لنطرح مثالاً؛ هل شاهدتم المركبات المدنية باللعبة؟ تقريباً تبدو كالسيارت التي تعمل بالطاقة الكهربائية بعصرنا الحالي ولكن في كراكداون هنالك لمسة رائعة قام بها الفنانون بإحاطة هذه المركبات ومزجها بالصور الهولوقرافية مثل ظهور تنبيهات المكابح والرجوع للخلف وبعض الصور التي تحيط بالمركبة من الجوانب والتي تبدو كعدادات السرعة، هذه لمسات جديدة وغير مألوفة بالنسبة لي كلاعب لهذا أقوم بتخصيص بعض الوقت للتمعن بهذه التصاميم التي تفوق مخيلتي من جهة والتمتع بجمالها من جهة أخرى.

بالرغم من الإختلاف بالحكم الذي قد يحصل من البعض على جودة تفاصيل بيئات اللعبة، أرى بأنها تفاصيل أكثر من كافية للتعبير عن لعبة بميزانية تطوير عالية كما أن هنالك عناية إضافية بتصميم ببعض المعالم التي كنا نتسلقها بالجزء الأول مثل نوافذ المباني، حيث هنالك إمكانية لمشاهدة بعض أثاث الغرفة عضاً عن نافذة صماء تبعث لا تعطي أي حيوية لعالم اللعبة حتى بعملية بسيطة مثل التسلق. لا أدري إن كان المطورين يجيدون قراءة أفكار معجبيهم لهذه الدرجة ولكن هذا ما كان يدور ببالي وعندما أتسلق نوافذ الأبنية بالجزء الأول.   

قلما أجد أعمالاً تقدم بيئات ساحرة وجديدة على مخيلتي مثلما تفعل كراكداون 3 خصوصاً بألعاب البعد الثالث والتي يصعب على المطورين رسمها باليد كما هو الحال بألعاب البعد الثاني، ويجدر الذكر بأن عالم اللعبة يظلُ محتفظاً بسحره مع إختلاف دورة النهار والليل أي أن المطورين بظلوا جهوداً مضاعفة في سبيل إبقاء هذه التحفة البصرية مضيئة بأي وقتٍ يخوض بها اللاعب تجربته.

التعليق بين الهزل والجد!

حقيقة لم أتصور أبداً بأني سأكون بحاجة لمن يُعلق على طريقة لعبي أثناء تختيمي لألعاب الطور الفردي! نعم لقد دفع المطورين بـ”المعلق” في اللعبة إلى بُعدٍ مختلف تماماً، لا أعني هنا دور الشابة ايكو التي تساندني وترشدني بمهمتي بل بدور السيد تشارلي قودوين رئيس منظمة العملاء والذي يقتصر دوره الرئيسي بتلطيف الجو عليكم أثناء اللعب وبشكل ديناميكي يتوافق مع النشاط الذي تقومون به بكل دقة! لدرجة أنه سيعطيكم الشعور بأنه يجلس بجانبكم ويشجعكم كما تكون عادة الأصدقاء عندما يقوم أحدهم بتختيم لعبة فردية والبقية مشاهدين ومشجعين.

الكثير من العبارات الفكاهية يطلقها المعلق أثناء لعبكم حتى بأقصى المناطق البعيدة بالمدينة وياله من رفيق مخلص. وببعض الأحيان يقوم بالخروج عن النص ومداعبة ايكو بالحديث عن بعض المواضيع الجانبية وهي تقوم بدورها بالرد إن كان لن يستغرق وقتاً طويلاً. حقيقة هي واحدة من أفضل قرارات فريق التطوير والتي تغير من تجربة اللعب الفردي وللتذكير، تجربة الألعاب الفردية وليست الجماعية التي يكون التعليق فيها أمراً معتاداً.

ختامـــاً …

كراكداون 3 بإختصار هي التتمة التي يتمنى أن يحصل عليها أي لاعب من سلسلته المفضلة دون تخييب ظنه، وهي نتاج لإيجابية كبيرة يفقد إليها السوق بشكل كبير وحس بمنح سلاسل الألعاب فرصاً جديدة لإثبات نفسها. اللعبة تقدم ما يقارب 15 ساعة لعب بطور القصة يمكن أن يتضاعف مع تجميعكم كافة تجميعات اللعبة وحقيقة هو عددٌ موفق يلائم محتوى اللعبة لكي لا يكون هنالك حاجة للتكرار من أجل زيادة ساعات اللعب خصوصاً وأن اللعبة تركز على أسلوب اللعب على القصة بشكل كبير. 

تقييمنا
الوسوم
مؤسس موقع بوسفايت جيمنج، لاعب مخضرم، كاتب مميز، مهتم بالجانب المشرق من الصناعة ويفضل إبرازه دائماً للاعبين. مسرورٌ بخدمة القراء وهدفه الإفادة والإستفادة بمجتمعات ألعاب الفيديو.
التعليقات
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com