مرت أكثر من عشرة أعوام على آخر ظهور لسلسلة ألعاب القتال ساموراي شوداون من شركة SNK اليابانية وفي هذا العام قررت الشركة إعادة إحياء هذه السلسلة عن طريق “ريبوت” جديد يحمل نفس اسم السلسلة رغبةً منها للعودة للجذور وإعادة تصفيفها لتلائم العصر الحديث وتشكل أساساً صُلباً يمكن الإعتماد عليه لحمل مشاريع السلسلة المستقبلية، فكيف كان الأداء العام لهذه العودة؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال مراجعتنا لريبوت السلسلة بإذن الله. تمهيد… ساموراي شوداون سلسلة ألعاب قتالية ثنائية الأبعاد صدر منها ستة أجزاء رئيسية وهي واحدة من أبرز عناوين شركة اس ان كيه اليابانية بجانب سلسلة ملك المقاتلين. اللعبة اشتهرت بالتركيز على قتالات السيوف وبعض الأسلحة البيضاء الأخرى وفيها بعض ميكانيكيات اللعب الخاصة مثل اسقاط السيوف والصد وغيرها من المهارات. أول ما يمكن ملاحظته هنا هو الإنتقال من رسوم البيكسلات إلى الرسم الثلاثي الأبعاد وهو ما يُعتبر قفزة هائلة بتاريخ السلسلة وهذه النقطة تشمل تصاميم الشخصيات والمراحل بالإضافة إلى المؤثرات البصرية، جميعها تم الإنتقال بها إلى أسلوب الرسم الثلاثي الأبعاد والنتيجة رائعة بمعظم الأحيان خصوصاً على صعيد المؤثرات البصرية والصوتية إلا أن الشيء الوحيد المحبط بالموضوع، هو عدم إضافة أي تصاميم جديدة سواء أكان على صعيد الشخصيات أو المراحل والإكتفاء فقط بتحويل القديم إلى 3D. اللعبة تقدم عدد من أطوار اللعب المختلفة التقليدية إلى جانب طور الشبكة المكون من النزالات الجدية “Ranked” والودية “Casual”، طور القصة مبني على نمط أطوار السلسلة السابقة دون تقديم أي إضافة جديدة وبقية الأطوار تأتي على نهجه مع اختلاف في المتطلب مثل القضاء على الخصوم ضمن مدة زمنية معينة أو البقاء حياً لأطول مدة ممكنة وحقيقة لا يوجد ما يُمكن امتداحه بجميع هذه الأطوار وربما لن يمكنكم التمييز بينها. أطوار لعب متعددة من أكثر حسنات هذه الإصدار هو قائمة الإنجازات المعروفة بـ Achievements على الإكس بوكس وطريقة استغلالها، فبمجرد تصفح القائمة واتباع إرشاداتها ستشعرون بأنكم قد قمتم بجولة كاملة على محتويات اللعبة مع مدة زمنية قد تتراوح ما بين 5 إلى 8 ساعات ومن دونها “القائمة” قد لا تمكثون كل هذه المدة لكون اللعبة لا تقدم الأداء المشجع على الإستمرار بها دون هذه القائمة. عند هذا الحد، حاولت بقدر الإمكان تسليط الضوء على أبرز إيجابيات اللعبة التي وجدتها والآن لننتقل للجانب الذي لا يمكننا تجنب الحديث عنه. تخبط أم هي لامبلاة ؟ في هذه المراجعة نحن نتحدث عن ريبوت لسلسلة مؤلفة من ستة اصدارات رئيسية أي أن فريق التطوير لديه كمٌ هائل من الأفكار يودُّ تصفيتها واختيار المناسب منها وإضافة أفكار جديدة عليها للخروج بإعادة التصور التي يطمح أن تكون عليها السلسلة وهو ما يُعرف بـ الريبوت، ولكن ما حصلنا عليه فقط بهذا الإصدار هو نقل الرسوم من البيكسلات إلى 3D ومجموعة مكدسة بمجموعة من أوامر القتال تواجدت بالإصدارات السابقة وإعادة القصة إلى نقطة البداية! بإستثناء الشخصيات الثلاثة الجديدة، الريبوت يقدم ثلاثة عشر شخصية منقولة بالكامل من اصداراتها القديمة دون أي تعديل يُذكر سواء أكان على التصميم المظهري أو القصة أو الحركات القتالية ولا حتى تسريحة شعر جديدة! حقيقة، هنالك عدد من الشخصيات تبدو غريبة الأطوار بمظهر رسوم الـ 3D مثل المقاتلة شيكي، ناوكورورو، وشارلوت والمقاتل تام تام وايرث كويك وكيوشيرو يبدون كشخصيات مكسورة وهذا طبيعي لكون المطور لم يقم بالتعديل عليهم عندما قرر نقلهم بهذه الرسوم واكتفى بالنقل الحرفي فقط. العُمق بأسلوب اللعب “القلب النابض لألعاب القتال الإحترافية” من المؤسف بأننا نتحدث عن مشروع يُديره مصمم لعبة Street Fighter 4 ياسويوكي أودا وشركة عريقة بمجال ألعاب القتال مثل SNK ولا نجد ما نتحدث عنه بخصوص أسلوب اللعب أو عُمقه! بل لا ندري إن قام أحد المصممين بالمشاركة بالمشروع أساساً؟ فكما ذكرنا، جميع الشخصيات منقولة على حالها دون أي تغييرات بأسلوب اللعب أو حتى موازنة بعض الجوانب فيها، واللعبة ولسببٍ ما؟ تحتوي على ثلاث ضربات قاضية لا فرق بين ضرر واحدة عن الأخرى وتنفيذها متشابه بين كافة الشخصيات خصوصاً الضربة الخاطفة التي تُنفذ بزر LT وتتحول الشاشة للأسود والأحمر أثناء تطبيقها. ميكانيكيات القتال بالأيادي عند فقدان الأسلحة لم يتم تطويرها نهائياً ولا أدري لماذا لم يتم التخلي عنها؟ فلا فائدة تُذكر من وجودها وعلاوةً على ذلك، سيتم إراحتنا من أشكال الشخصيات التي تقف بوضعية المبارزة ولكن دون سلاح وياله من مشهد يُعبر عن مدى إهمال المطورين بالعناية بعملهم ونختار لكم شخصية شارلوت كمثال توضيحي على هذه النقطة. وبالحديث عن طور القصة، فهو عبارة عن تسع نزالات، بدايته ونهايته مكررة مع جميع الشخصيات بإستثناء بعض السطور الشحيحة وذلك للتميز بين قصة مقاتل وآخر، ويمكن وصفه بأنه مكرر وممل ولا يعطي أي جرعة حماس للمواصلة بعد التختيمة الأولى وقد يكون أسوء طور قصة مر على ألعاب القتال. الآن لننتقل بحديثنا إلى الإضافة الضخمة بهذا الإصدار والتي ألقى المطورون الكثير من الوعود عليها لدرجة وصفها بالإضافة التي ستُغير مجرى عملية تطوير ألعاب القتال إلى الأبد، وهي: الـ Ghosts أو الأشباح [لتوضيح الفكرة] في العام 2014، استعان فريق لعبة القتال Killer Instinct بتقنيات الدرايف أتار من فريق Turn 10 لإبتكار طور جديد بألعاب القتال مبني على تلك التقنيات وفكرته بأن ينازل اللاعبون بعضهم دون الحاجة للإلتقاء بهم فعلياً عبر الشبكة وذلك من خلال منازلة “ظلالهم أو الـ Shadows” التي يُدربها ويرسلها كل لاعب للقتال نيابةً عنه أثناء غيابه في الطور المخصص لذلك والتطبيق كان مذهلاً من يومه الأول وتم تطويره لاحقاً ليصبح أحد الثورات على مستوى الصناعة بحق وتم الإستفادة منه في أطوار مختلفة مثل الـ Shadow Lords والحديث يطول عنه. بعد خمسة أعوام، حصلنا أخيراً على تقنية مشابهة بعنوان “Ghost” من مطوري لعبة Samurai Shodown وهذه التقنية حصرية لطور الـ Dojo والغرض منها هو التدرب مع أشباح اللاعبين فقط دون الكثير من الإستخدامات أو أي شيء آخر مبتكر. هذا يخالف كثيراً الوعود التي قام بها المطورين عن هذه التقنية قبيل اصدار اللعبة والتي تم وصفها بالثورة الأكيدة بمجال ألعاب القتال! وبنهاية المطاف، كُل ما حصلنا عليه هو شخصيات ذكاء اصطناعي بارعة بمقاتلة الهواء وحسب. الـ DLC السلبية المعلنة مسبقاً! خلال سنوات عملي بمراجعة الألعاب لم أضع بالحسبان بأني سأواجه نوعاً مبتكراً من السلبيات مثل “إضافة” ساموراي شوداون التي تم الإعلان عن محتوياتها قبل إطلاق اللعبة، بالكاد أنهينا الحديث عن ضعف الأداء بطاقم شخصيات اللعبة والذي لم يتلقى أي تحسينات إن صح التعبير، فكيف ستكون ردة فعلنا؟ عندما نعلم بأن كُل ما ستجلبه هذه الإضافة هو أربع شخصيات أخرى وقديمة؟ ودون تحديثات على مستوى اللعب أو التصاميم، وبسعر 19.99 دولار! ليوقفني أحدكم إن لم أعي هذه المعادلة (المزيد من الشخصيات القديمة، دون تحديثات وبسعر فلكي) ألم يكن من المنطق إدراجهم إلى الطاقم المكرر والغير مُحدث، منذ البداية؟ وما هو ذنب اللاعب الذي سيقوم بشراء الإضافة لاحقاً ولم يستغل العرض المجاني عند إطلاق اللعبة؟ حقيقة هذا ما أُطلق عليه بمصطلح السلبية المعلنة مسبقاً، وستكون مبادرة يُشكر عليها فريق التطوير إن قام بالعدول عن رأيه وجعلها إضافة مجانية أو قام بإلغائها بالكامل. بالختام … ساموراي شوداون هي واحدة من أفضل السلاسل بملف شركة SNK وربما الثانية ترتيباً بعد ملك المقاتلين وإعادتها من جديد هو أقل ما يمكن التفكير به بخصوصها إلا أن هذه العودة لم تكن موفقة على الصعيد النقدي بأي شكلٍ من الأشكال وما فعله فريق التطوير هو العودة إلى نقطة البداية، وإعادة نسخ الماضي دون أي عناء يُذكر أو اجتهاد من أجل الصعود بهذه السلسلة ولو بخطوة واحدة إلى الأمام. من يتوقع من هذا الريبوت تجربة مختلفة أو مطورة عن الأجزاء الكلاسيكية التي تباع بقيمة 7 دولار بهذه الأيام؟ فليَنسَ الفكرة، وليوفر ماله لألعاب أكثر أهمية من اصدارات هذا العام.