قبل عشرين عاماً انتهت مغامرات كراش بانديكوت مع الجزء الثالث من السلسلة بعنوان Crash Bandicoot 3 Warped ومنذ ذلك الحين انطلقت الجماهير بمطالباتها للحصول على الجزء الرابع المنتظر من هذه السلسلة المحبوبة لكن دون نتيجة مرضية من أي فرق التطوير التي تبادلت الأدوار على تطوير العنوان حتى العام 2017 مع ريميك الثلاثية الأصلية التي لاقت الكثير من الإستحسان واعتبرها الكثير من الجماهير التتمة المنتظرة لهم. هذا العام تواصل أكتفيجن عملها المتميز بإطلاق الجزء الرابع الفعلي من سلسلة كراش بانديكوت تحت التسمية الكاملة Crash Bandicoot 4: It’s About Time والتي ترمز بشكل واضح إلى أنها التتمة المنتظرة للجميع، فهل تنجح أكتفيجن؟ هذا ما سنتعرفه من خلال مراجعتنا للعبة.

تمهيد: بالسنوات الأخيرة شركة أكتفيجن تقوم فريد بالإصغاء لرغبات المعجبين وتلبية طلباتهم شاهدنا أمثلة بألعاب كول أوف ديوتي التي عادت للحقبة المفضلة للجماهير ودعم المشاريع المميزة مثل Sekiro: Shadows Die Twice التي لا يزال الكثير منكم يلعبها في منازلهم حتى الغد، والآن نحصل على تتمة لسلسلة كراش بميزانية AAA مع منح كامل الحرية لفريق التطوير الواقف خلفها وبالتأكيد لا نتمنى بأن تتوقف هذه الجهود عند هذا الحد.

القصة

لا يمكننا قول الكثير من هذا جانب لكن أحداثها تبدأ مباشرة بعد نهاية قصة الجزء الثالث حيث يتمكن فريق الشر من كسر سجن الزمن الذي فُرض عليه والعودة للزمن الحقيقي. ستظهر بعض الوجوه المألوفة لعشاق السلسلة لتشغل منصب الزعماء لمراحل اللعبة واللعبة تحتوي على مشاهد سينمائية متفرقة مرحة، كما يوجد بعض السرد القصصي أثناء اللعب ببعض المراحل الغرض منه ربط هذا الإصدار بالأجزاء السابقة.

الحبكة الرئيسية في القصة هي بمطاردة كراش وأصدقائه لفريق الشر عبر مجموعة من الأزمنة المختلفة لمنعهم من الحصول على أقنعة الزمن الأربعة التي ينوي من خلالها فريق الشر تغيير ماضي السلسلة لآخر يخدمهم. فريق التطوير استغل خبرته التي اكتسبها من العمل على ريميكات السلسلة في مخاطبة مشاعر المعجبين من خلال بعض جزئيات القصة قد تكون جزئيات من مراحل أو خطابات أو تلميحات ببعض المشاهد السينمائية وحقيقة هي مبادرة تعكس مدى إخلاص الفريق في تقديم قصة هذا الإصدار.

أسلوب اللعب

رغم كون هذا الإصدار هو الرابع ترقيماً بالسلسلة لكن الفارق الزمني بينه وبين الإصدار الثالث كبير جداً ومن هنا دعت الحاجة لبعض القرارات المتفهمة، الركض والقفز هي عناصر اللعب الرئيسية هنا مع شخصيتي كراش وكوكو ولا توجد أفضل من هذه الطريقة لمنح اللاعبين الشعور بالعودة إلى أجواء السلسلة الأصلية بعد الإنقطاع لكل هذه السنين، فلا تتوقعوا وجود شخصيات دخيلة أو مهارات غير مألوفة مثل السيطرة على الوحوش والتختيم المزدوج وغيرها من الأفكار التي لم تحظى برواج كبير سابقاً.

اعتمد فريق التطوير على تصميم المراحل في التنويع من تجربة اللعب ويمكن القول بأن الفريق قد تفوق بهذا الجانب فتصميم منصات المراحل متقن جداً ولعلها أفضل من مراحل السلسلة الأصلية بنظري. كراش 4 تحاكي نمط الجزء الأول والثاني باللعب أكثر من الثالث الذي عمَّت عليه أجواء التغيير من مراحل ركوب الدراجات الطائرات وغيرها، فالمغامرة في الجزء الرابع عبارة عن تنقل من جزيرة لأخرى بعد تختيم مراحلها، ويوجد عودة لبعض جزئيات المطاردة وجميعها مصمم بعناية وحتى مع الخسارة وتكرار المراحل لم أجد سوى المتعة في طريقة لإعادة المحاولة والتعلم من أخطائي.

عناصر اللعب الجديدة

نتعرف بهذا الإصدار على أربع أقنعة جديدة تكسبكم مهارات معينة مثل إبطاء الزمن وعكس الجاذبية في جزئيات معينة من مراحل اللعبة للتنويع، وبالرغم من كونها لا تقدم النقلة الملحوظة في سلسلة كراش ويمكن الإستغناء عنها في الإصدارات اللاحقة إلا أنها تبقى محاولة مرحب بها ولم تعطل تجربة اللعب. أيضاً توجد بعض المشاهد التفاعلية مثل التزلج على القضبان الحديدية والركض على الجدران وأينما تصادفني هذه الجزئيات أكون مسروراً لأن الفريق قام بإتقانها جيداً.

هنالك إمكانية اللعب بثلاث شخصيات إضافية وهي الشابة المغامرة “تانا” والتمساح “دينج كودايل” والدكتور “أن. كورتيكس” في مراحل جانبية لتغطية أحداث أكبر من مجريات القصة تكافؤون على تختيمها، ورغم الإضافة القيمة التي تحملها هذه الشخصيات الثلاثة لعالم اللعبة خصوصاً “تانا” إلا أن المطورين لم يُفسحوا المجال بشكل أكبر لهم للظهور بالمزيد من المراحل. نتفهم التركيز على شخصيتي كراش وكوكو ولكن، الجهود في الشخصيات الإضافية الثلاثة مميزة جعلتنا نتمنى المزيد منها.

التوجه الفني في اللعبة يحترم هوية وطابع السلسلة، لم أشعر بأن اللعبة تحاول محاكاة المنتجات الكرتونية المعاصرة، بل هي عوالم كراش بانديكوت من كافة النواحي. التنوع مرضي، المراحل متعددة، ومحتوى اللعبة ضخم وغني يوفر لكم عشرات من ساعات اللعب الممتعة تبرر لكم سعر اللعبة بـ 60 دولار، وبالحديث عن نزالات الزعماء، فهي موزونة بصعوبتها وتعطي الشعور بأنها التطور المتوقع من نزالات كراش في أحدث مغامراته وهي من إيجابيات اللعبة الكبيرة.

سلبية اللعبة الرئيسية هي الصعوبة، كراش بانديكوت مهما كان فهي لعبة موجهة لجميع الأعمار، وفريق التطوير قام بتويجه اللعبة لشريحة محبي الصعوبة الفائقة في السلسلة الأصلية بحيث تبدأ الصعوبة من المرحلة الأولى بشكل تصاعدي حتى المرحلة النهائية ولا وجود لمساحة للتنفس ما بين مرحلة وأخرى أو الإستمتاع بجمال المراحل. لحسن الحظ بأن الصعوبة بشكل عام مدروسة وليست عشوائية ويمكنكم ملاحظة التحسن في مستوى تختيم المراحل مع إعادتها ولكن ذلك لا يعني بالإلتزام بمبدأ “المرحلة القادمة يجب أن تكون أصعب”.

ختاماً …

لعبة Crash Bandicoot 4: It’s About Time هي رسالة حب خالصة من قبل المطورين لمعجبي السلسلة، وهي تحاكي أجواء الجزء الأول بشكل عام. اللعبة من أفضل عناوين المنصات التي مرت خلال هذا الجيل وللأسف وكما يحدث مع نهاية كل جيل، موعد اطلاقها قبل وتوجه أنظار اللاعبين للجيل الجديد من أجهزة الألعاب المنزلية وضع كراش في الظل وكان من الأفضل لو تم تأجيلها قليلاً والترويج لها مع الجيل الجديد من أجهزة الألعاب.