[تجارب وتحاليل] Bullet Soul النموذج المثالي لألعاب Top-Down Shooters

ألعاب التصويب العلوي لا تشتهر كثيراً بشعبيتها الكبيرة بين اللاعبين ولكن هنالك من يعتبرها صنفه المفضل الأول الذي لا يستطيع الإستغناء عنه بتركيبته الترفيهية على أجهزة ألعاب الفيديو، أُعجبنا بتجربة لعبة Raiden V عند صدورها قبل عامين على الإكس بوكس ون ومحاولتها إيطالة عمر تجربتها بتقديم مسارات مختلفة على طور القصة ولكن ذلك لم يحدث الفارق الكبير الذي كنا نأمله بتطوير هذا الصنف، تجربة أخرى استمتعنا بها بالأشهر الماضية على الإكس بوكس وهي لعبة Bullet Soul وقد يكون حديثنا عنها اليوم هو ما تحتاجه ألعاب الصنف لتتطور، لنبدأ ونحلل ما قدمته لنا تجربة اللعبة.

حقيقة…

ألعاب التصويب العلوي بالأصل هي ألعاب أركيدية نشأت على كبائن الأركيد بصالات الألعاب واسعة الإنتشار بأواخر القرن الماضي وهذا ما حد من تطور هذه الألعاب كونها كانت تُنقل من صالات الألعاب للأجهزة المنزلية كما هي تقريباً دون إضافة الكثير من المحتويات التي تجبر اللاعب على التعمق أكثر بتجربة اللعبة كما هو الحال مع بقية صنوف الألعاب الأخرى، مدة اللعب التقريبية لهذا الصنف من الألعاب هي 15 – 30 دقيقة وإضافتها للمزيد من الدقائق ليس الحل الأمثل كما كان الحال مع لعبة Raiden V كما أشرنا إليها بالأعلى، بل الحل يكمن بالتفكير بطرق تدعو اللاعب لإعادة مراحل اللعبة مراراً وهو مستمتع وهذه هي العناصر التي نجحت فيها لعبة Bullet Soul بنظرنا.

أول ما سيلاحظه اللاعبون هو وجود عدد من أطوار اللعب المختلفة بقائمة اللعبة الرئيسية نسختين لطور القصة وطور واحد للتدريب وآخر لإختبار مهاراتك بالحصول على أعلى علامة ضمن تحدي الزمن، مبدئياً وجود هذا العدد سيطيل من عمر اللعبة وهذا أمرٌ رائع ولكن النتيجة لن تكون مختلفة كثيراً عن لعبة Raiden V، لهذا لنتطرق للجانب المميزٌ بهذه الخلطة. طور القصة يتيح لكم اللعب بثلاث شخصيات مختلفة لكل منها نهايته الخاصة وفي النسخة B توجد شخصية إضافية وتشكيلة مختلفة من هجمات الأعداء وهذا كفيلٌ لإعادة اللعبة سبع مرات على أقل تقدير بمجموع ثلاث إلى أربع ساعات لعب وهي نتيجة مرضية ونحن لا نزال في بداية الخلطة السحرية للعبة.

طور القصة يتميز عن بقية ألعاب الصنف بميزة فريدة من نوعها وهي بتخبئته أهداف ومتطلبات سرية بمراحل الطور، واحدة من تلك الأهداف هي صناديق مخبئة بخلفية المرحلة إن تم إصابتها يُكافئ عليها اللاعب بنقاط إضافية وبعض الأهداف قد تطلب تدمير أجزاء معينة من العدو قبل الإجهاز عليه مباشرة وبعضها الآخر قد يستدعي من اللاعب الإنتظار حتى ينتظم العدو بتشكيل معين وبعد ذلك يجهز عليه للحصول على مكافئته من النقاط، مجرد البحث لإكتشاف هذه الأهداف السرية سيحمس اللاعب لصرف العديد من ساعات اللعب للعثور على كافة هذه الخفايا باللعبة. لكن لماذا يهتم اللاعب لجمع النقاط ؟ الإجابة بالفقرة التالية.

النهاية الحقيقة في الجولة الثانية ،، 

ولكي تصل إليها يجب أن تحقق نقاط عالية جداً وذلك لا يمكن إنجازه بمجرد الإطلاق العشوائي على الأعداء بل سيتطلب التركيز ومحاولة إصابة أكبر عدد من الأهداف السرية قبل نزال الزعيم الأخير، وإن استوفى اللاعب تلك الشروط سيتمكن من دخول ما يُسمى بالجولة الثانية وهي عبارة عن إعادة تختيم اللعبة ولكن مع تشكيل ورتم مختلف كلياً لهجمات الأعداء والزعيم الحقيقي ينتظر بنهاية تلك الجولة. بهذه الخلطة يتولد دافع للاعب لإعادة تختيم اللعبة بشوق والتحمس لإعادة كل مرحلة منها بشكل منفرد للحصول على النتيجة المطلوبة وبالتالي يقضي الكثير من ساعات اللعب دون الشعور بالملل أو حقيقة كون اللعبة التي يلعبها هي لعبة ذات عمر قد لا يتعدى 30 دقيقة.

الإنجازات هي الأخرى تلعب دوراً هاماً باللعبة، فقط احسن فريق التطوير توزيعها بشكل مدروس لدرجة أن تحقيق إحداها يعطي اللاعب الشعور بإنجاز تحدي حقيقي قد تم تطويره ليكون جزءً لا يتجزء من تحديات اللعبة الرئيسية وليس لإغراء صائدي الإنجازات لشراء اللعبة، صحيحٌ أن بعض الإنجازات قد يتطلب بعض الإستراتيجات لإختصار الحصول عليها ولكن الغالبية العظمى منها موزعة بتناغم مع اللعبة. يوجد طور Caravan وهو يضع اللاعب بتحدي مع الزمن لإحراز أكبر عدد ممكن من النقاط خلال مدة زمنية بحدود 2 دقيقة، الطور مسلي جداً وهو خيار مثالي للتنافس مع الاصدقاء ولا أعلم لما يغيب طور مثل هذا من أي لعبة تصويب من المنظور العلوي؟ رغم كون وجوده أمر هام وأساسي في تحديات هذا الصنف من الألعاب.

الخلاصة

عند التمعن بقرارات المطور في Bullet Soul مقارنة بقريناتها نجد بأن اتخاذها كان خطوة لمعالجة أحد نقاط الضعف الأزلية لصنف ألعاب التصويب العلوي وهي قصر عمرها، قد لا تُميز هذه القرارات مظهر اللعبة عن بقية ألعاب الصنف ولا أخفيكم بأننا لم ننتبه لها ببادئ الأمر ولكن بعد تصفح قائمة إنجازاتها أدركنا بأنها تجربة مختلفة كلياً وبالفعل نجحت اللعبة من تحويل 30 دقيقة لعب إلى 30 – 40 ساعة من اللعب الممتع، وشخصياً إعتبرتها أفضل تجربة لي في 2017 دون منازع.

‏Bullet Soul صدرت حصرياً على جهاز الإكس بوكس 360 في اليابان وتم نقلها للغرب في 2016 وحطت رحالها للإكس بوكس ون في منتصف العام 2017 عبر خدمة التوافق المسبق، نصل للختام وحتى نلقاكم مجدداً بتحليل لتجربة رائعة أخرى تقبلوا تحياتي الحارة وإلى اللقاء.

مؤسس موقع بوسفايت جيمنج، لاعب مخضرم، كاتب مميز، مهتم بالجانب المشرق من الصناعة ويفضل إبرازه دائماً للاعبين. مسرورٌ بخدمة القراء وهدفه الإفادة والإستفادة بمجتمعات ألعاب الفيديو.
التعليقات
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com